في حين تدعي الحركة الصهيونية أنها حركة أنشئت لتحرير يهود العالم من الغوييم ( تسمية يهودية تطلق على غير اليهود) نجدها قد قامت بوعد بريطاني ثم حماية بريطانية تحت مسمى الانتداب ثم باعتراف أميركي ودعم على جميع المستويات سواء اقتصادية أو سياسية أو عسكرية.
وهنا نستذكر حرب ٧٣( حرب أكتوبر) حينما ألحت غولدا مائير رئيسة وزراء دولة العدو على الولايات المتحدة بعد خوفها من نهاية الدولة في تلك الحرب فاستجابت الولايات المتحدة وقامت بإنشاء جسر جوي لنقل المعدات العسكرية إلى تل الربيع حيث كانت عملية مد الجسر إنقاذا لدولة الاحتلال. وهذا يثبت أنه لولا دعم الولايات المتحدة لغرقت دولة الاحتلال في أتون الحرب ذلك الوقت، فأين الحركة الصهيونية من تحرر اليهود من الغوييم وهي تحتمي بغيرها؟
وحسب دراسات صدرت عن مركز خدمة أبحاث الكونغرس فإن الولايات المتحدة قدمت لدولة الاحتلال مساعدات منذ عام ١٩٤٨ وحتى مطلع ٢٠٢٣ بقيمة ١٥٨.٦٦ مليار دولار.
واليوم في غزة ومنذ ٧/ أكتوبر نجدها وقد احتمت خلف الدعم ذاته أي الولايات المتحدة حيث نجد أن مجلس النواب الأمريكي قد وافق في مطلع نوفمبر على طلب إدارة الرئيس جو بايدن على تخصيص ١٤.٣ مليار دولار مساعدات لدولة الاحتلال.
كما أرسلت إدارة بايدن أثناء الحرب الدائرة في غزة مجموعة حاملة طائرات دواين إيزنهاور إلى الشرق الأوسط لتنضم إلى مجموعة حاملة الطائرات يو اس اس جيرالد فورد استقرت شرق البحر المتوسط كما ونشرت واشنطن بطاريات نظم دفاع جوي من طراز باتريوت وطراز ثاد. وهذا الانتشار العسكري الأمريكي يدعي مسؤول عن البنتاغون بأنه فقط بهدف الدفاع.
لكن السؤال الذي يطرح،الدفاع عن ماذا؟ عن دولة الاحتلال؟ التخلص من حماس التي باتت تهدد مصالحها؟ خوفا على الرهائن الأمريكيين الذين تحتجزهم حماس؟ أم أن السبب يكمن في التأثير اليهودي على سياسات الولايات المتحدة الذي يمارسه ما يطلق عليه اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة؟ وإذا افترضنا أن الإجابة على السؤال الأخير بنعم، هل نستطيع إطلاق لقب سفير دولة الاحتلال على جو بايدن لدى واشنطن؟
من وجهة نظري أن جزء كبير من استقواء دولة الاحتلال مستمد من الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة أي أن اليهود لولا دعم الأخيرة لما كانت ولا بقي اسمها المنبوذ في شرقنا المتوسط. فأين هي الصهيونية من ذلك التحرر الذي نادت به.
بقي القول أن المقاومة لو تلقت ربع ما تلقته دولة الاحتلال من دعم على جميع المستويات من الولايات المتحدة وغيرها من عظميات الدول لما صمدت ليوم واحد.