تخطى للمحتوى

الحرب على غزة_هذا هو وقت الحقيقة

Published: at ١١:٤٣ م

يُعدّ تاريخ ٧/أكتوبر الكاشف الذي سمح للحقيقة أن ترى النور. وللأقنعة الكثيرة أن تسقط. التاريخ الذي بدّد الأوهام وأتاح الفرصة لما هو مطموس عميقا في الأسفل أن يظهر.

بعد أن نسي العالم قضية فلسطين وترك ضباع الأرض وخنازيرها تعيث فسادا في حرثها، تقتل وتعتقل وتمارس عنصريتها المقززة. أعادتها عملية طوفان الأقصى إلى الواجهة العالمية وانكشف الوجه القبيح لدولة الاحتلال ولداعميها وأذنابها.

فشعوب الغرب التي لطالما نظرت إلى دولة الاحتلال بعطف، اليوم تقف منددة بها وبجرائمها ، تغلق الشوارع ،تطالب بوقف الحرب الإجرامية وترفع شعارات تنادي بحرية فلسطين بل وطالبوا بإزالة دولة الاحتلال.

هذه الشعوب التي ألصق حكامها بأذهانها فكرة أن الإسلام دين الإرهاب، نراهم اليوم يدخلون الإسلام جماعات. لكن كيف؟ وما السبب؟

إنهم أهل غزة وصبرهم وسط الظلم والحصار والقتل والتنكيل. هذا الصبر الذي لا يعكس سوى شيء واحد أنه لم يأت من فراغ. إذن لا بد أنه الإيمان ،فلا شيء يمنح الصبر للإنسان في وضع كالذي يمر به أهل غزة إلا الإيمان.

٧/أكتوبر أسقط الأقنعة عن وجه الأنظمة العربية ،التي تقف متفرجة وربما مصفقة لما يجري من عمليات إبادة وانتهاكات تقشعر لها الأبدان. مصفقة وهي تشاهد أهل غزة أهل العزّة يجبرهم جوع أطفالهم على ملاحقة المساعدات المهينة التي تسقطها دول العار من الجو.

يزداد تصفيقهم وهم يراقبون أرصدتهم البنكية تتضاعف والكرسي من تحتهم يشدهم إليه بعد كل مجزرة. يتسابقون قبحهم الله لفتح حدودهم لمساعدة المحتل الذي سيركلهم يوما عن كرسي الذل والوهم.

٧/أكتوبر عرّتنا أمام أنفسنا، وكشفت أننا شعوب مدجنة ،انتفضنا في بداية الحرب ثم خمدت نيراننا بعد ان اعتدنا مشاهد القتل والجثث المكدسة أسفل الركام، اعتدنا مشاهد الجوعى يحملون طناجرهم وأوانيهم البلاستيكية بعد العزّ والشبع يعودون فارغي اليدين إلا من الخيبة والخذلان.

٧/أكتوبر كشفت تقصيرنا المقزز وأننا شئنا أم أبينا صورة حكامنا المنعكسة في مرايا العار والصمت. أعلم بأن البعض سوف يعترض وربما يشتم وياتي ليبرر التقصير بأننا شعوب مكممة مقموعة ما أن نتجمع في مظاهرة حتى يتم تفريقها بعصا الحاكم.

فأرد بأننا كما نكون يولى علينا. فلو خرجنا كشعوب بمسيرات مليونية نحو الحدود سيستعصي عليهم قمعنا وستنكسر تلك العصا. بوعينا فقط ستنكسر العصا وإلا فإنها ستظل مسلطة نحونا وغير ذلك فإننا متهمون ومقصرون ،إنها الحقيقة التي نحاول أن نتعامى عنها.

٧/أكتوبر قلبت موازين كل شيء حتى المصطلحات وأعادتها إلى حقيقتها. فالذي كان العالم يسميه إرهابي أصبح اليوم مقاوما في طريق التحرر. فانقلب مصطلح شيطنة الفلسطيني إلى شيطنة اليهودي المحتل.

والذي بالأمس كان يسمى دفاعا عن النفس أصبح اليوم إبادة. والأهم أن ما كان يسمى بالأمس “إسرائيل” أصبح اليوم فلسطين. ٧/أكتوبر هو الحقيقة المرّة في فم الطغاة وأعوانهم. الشوكة التي غرزت في حلوقهم.

فالنصر كل النصر لغزة الصابرة ومقاومتها الثابتة المغروسة في الأرض المباركة ،والعار كل العار للغزاة ومن ورائهم المطبعين.