كانت الرؤية الصهيونية تركز على يهود أوروبا الشرقية وعلى مفهوم الدولة العلمانية الأوروبية النمط على أرض فلسطين. فقبل الحرب العالمية الثانية كان اليهود الاشكيناز يشكلون الغالبية العظمى للتواجد اليهودي في العالم ،والفكرة الصهيونية كانت بتحويلهم إلى تلك الأمة في أرض وجيش تخصها وحدها.
لذلك فإن الحركة الصهيونية لم تعر يهود الدول العربية أي اهتمام ولم تعتبرهم جزءا من تلك الأمة التي حلمت أن تزرعها في الوطن القومي( فلسطين).
لكن وبسبب (الهولوكوست) المزعوم الذي طالما تبجحت به الحركة الصهيونية وإبادة الستة مليون يهودي دفعها إلى حث يهود الدول العربية بالهجرة إلى فلسطين من أجل تعديل الميزان الديمغرافي لصالح دولة الاحتلال إلى جانب عدد من المجازر وعمليات التهجير القسري لأصحاب الأرض الشرعيين الشعب الفلسطيني.
وفي ذروة الحرب في نوفمبر/١٩٤٢ عرض دافيد بن غوريون في معهد الأبحاث الاقتصادية في (رحوبوت) خطة استجلاب فورية لمليون يهودي،فكان يهود الدول العربية والإسلامية حتى ذلك الشتاء هم الهدف الممكن.
ومن هنا بدأت المخططات لتهجير يهود هذه الدول ونجحت الحركة الصهيونية بذلك. وعند قدومهم إلى دولة الاحتلال تحولوا من يهود عرب إلى يهود ( شرقيين) وصودرت منهم هويتهم العربية.
وانهارت أسطورة اللبن والعسل التي تم إغرائهم بها حال اصطدامهم بطبقة الأشكيناز الشوفينية والتي اعتبرت هؤلاء طبقة دنيا متخلفة فبدأت معاناتهم بسبب العنصرية وعلى جميع المستويات.
عقب إنسحاب دولة الاحتلال عام ٢٠٠٥ من قطاع غزة أنشأ الاحتلال منطقة عازلة على طول الحدود البرية وبقيت عشرات المستوطنات القريبة من القطاع وأطلق عليها غلاف غزة. ويبلغ عدد هذه المستوطنات ٥٠ مستوطنة. ويعتبر هذا الغلاف خط الدفاع الأول لدولة العدو أمام غزة.
والجدير بالذكر (وزبدة الحكي) كما يقال أن معظم سكان هذه المستوطنات هم من اليهود ( الشرقيين) الذين كما قلت ينظر إليهم المجتمع اليهودي بعنصرية.
وقد تم إغرائهم من قبل الحكومة عن طريق التسهيلات المقدمة لهم لأن هذه المستوطنات طالما كانت هدفا سهلا لصواريخ المقاومة الفلسطينية لقربها من القطاع..
وفي ٧/ اكتوبر فر معظم قطعان المستوطنين باتجاه مدينتي تل أبيب وإيلات مع رفض قاطع بالعودة..
فمن أين سيأتي اليوم بنيامين نتنياهو بمن يقبل السكن في غلاف غزة بديلا عن اليهود الشرقيين ؟؟؟