قامت الولايات المتحدة الأمريكية قبل حرب الأيام الستة عام ٦٧ على تدعيم اقتصاد دولة الاحتلال وربطه باقتصادها.
وذلك بسبب العلاقة المتداخلة بين رأس المال الصهيوني والرأسمالية الأمريكية، حيث يسيطر الرأس مال الصهيوني على مليارات الدولارات التي تتوزع على مختلف النشاطات الاقتصادية في الولايات المتحدة وبالتالي فالمستثمرين اليهود هم المسيطرون على تلك العمليات الاقتصادية ومراكزها. وهذه واحدة من المصالح المتبادلة التي نشأت بين الدولتين.
وتعتبر دولة الاحتلال من وجهة نظر امريكا السد المنيع الذي اعتمدت عليه لوقف النفوذ السوفياتي في المنطقة العربية وخاصة في مصر وسورية، بالإضافة إلى العراق بعد نجاح ثورة ١٩٥٨. وكان الهدف إجهاض حركة التحرر العربي بهدف السيطرة على موارد الشرق الأوسط وخاصة النفط.
لذلك قامت الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي “جونسون” الذي عرف بتعاطفه مع اليهود بتزويد دولة الاحتلال بصفقة أسلحة ذات أهمية ،تشمل دبابات وطائرات متطورة.
ولا بد هنا أن نتطرق إلى ذكر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الذي يمتلك معظم الأصوات في مجلس الشيوخ والذي يساهم في دفع حكومة أمريكا لتغدق بأنهار لا تنضب من الأسلحة والإعانات على دولة الاحتلال ،بالإضافة إلى الدعم السياسي.
وفي عام ٦٧ عندما تأكدت الولايات المتحدة أن دولة الاحتلال ستربح الحرب ،أعطتها الضوء الأخضر للبدء بالهجوم الجوي. وفي الوقت ذاته ابلغت الرئيس عبد الناصر بأن يعتمد عليها في معارضتها لقيام اي عدوان في المنطقة.
كما نسقت مع رئيس وزراء الاتحاد السوفياتي للتعاون الثنائي لمواجهة مشكلة الصراع بين العرب ودولة الاحتلال ،وطلب منها مساعدته في عدم قيام مصر بأي عملية عسكرية استباقية ضد دولة الاحتلال.
غير أن هذه الحرب وقعت لكن بضربة استباقية من قبل دولة الاحتلال وبمباركة أمريكية ومساعدات عسكرية ودبلوماسية قدمتها الأخيرة لدولة الاحتلال في مجلس الأمن ، وبذلك وفّرت الوقت لتحتل الأخيرة أراضي ثلاث دول عربية.
وللمرة الأولى أصبحت الولايات المتحدة تشرف على المواصلات بين أوروبا القديمة وبين جنوب شرق آسيا والشرق الأقصى ، ما أتاح للعسكريين الأمريكيين الإشراف بسهولة على مصادر النفط العربي. أما دولة الاحتلال فوسعت من رقعتها وتوسعت. وحققت أهدافها في ضم القدس واحتلال مرتفعات الجولان والضفة الغربية وإقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة وغيرها من الأهداف.
واليوم في حربها على غزة ٢٠٢٣_٢٠٢٤ نجد بأن التاريخ يعيد نفسه. فالولايات المتحدة لم تتخلى عن قاعدتها ومنطقة نفوذها وذيلها اليهودي. فها هي تقف خلفه وتحاول المحافظة على أمنه بكافة الطرق والوسائل سواء كانت شرعية أو غير شرعية… يتبع…