طالما استثمر اليهود أحداثا تاريخية مثل (الهولوكوست) المزعوم وجندوها من أجل الواقع كما استفادوا منها قدر الإمكان لما سيجلبه المستقبل للمدعو بالشعب اليهودي.
وما بين التربية الممنهجة في المجتمع اليهودي على القوة وما بين اللجوء بعد ما يدعيه اليهود من أحداث دامية لهم في الشتات نشأت فكرة (الضحية).
وأصبحت هذه الفكرة فيما بعد أداة خصبة تبنتها الطغمة السياسية في دولة الاحتلال ،حيث عملت على مأسسة هذه الأحداث التي حلت باليهود في أوروبا الشرقية من خلال تنظيم زيارات للشباب اليهودي إلى معسكر الإبادة في أوشفيتس في بولندا.
والهدف من وراء ذلك تذكير هؤلاء الشباب المحاربين في المستقبل أنهم جاءوا من هنا كبقية اليهود بهدف الحفاظ على استمرارية وجوده وبقائه.
وقد استخدمها أيضا السياسيون لإقناع العالم بالتعاطف مع اليهود وخاصة في أوروبا التي اضطهدت اليهود وقامت بمعاداتهم وارتكاب المجازر بهم على حد قولهم. فما كان من هذه الدول بالفعل إلا أن حملت عقدة الذنب لما فعله من سبقهم ،وقد بلغ التعاطف مع دولة الاحتلال وصل إلى اكتساب تأييد الشعوب بفعل تلك الدعاية لكل قرار يدعم اليهود حتى لو كانوا هم المعتدين وهم دائما معتدون.
وطيلة عقود ظلت عقدة الذنب تجاه المجتمع اليهودي قائمة عند تلك الشعوب إلى أن حل تاريخ ٧ اكتوبر عندما بدأت دولة الاحتلال حربها الهمجية على قطاع غزة بأسلحتها المتطورة التي زودتها بها الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من عظميات الدول، وجنود من مختلف الجنسيات بالإضافة إلى مرتزقة الأرض.
فارتكبت أفظع المجازر عنفا من حيث الكم والنوع على مر التاريخ. وهنا سقط القناع الذي تحصنت خلف براءته دولة الاحتلال لأكثر من سبعة عقود ليظهر الوجه الحقيقي القبيح لها فانعكست الصورة وانقلبت الموازين في الاتجاه الصحيح هذه المرة عندما انتفضت شعوب العالم بالملايين إلى الشوارع منددين بالمجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال معلنين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.
فمن الدول العربية إلى الولايات المتحدة الأمريكية إلى بريطانيا فإيرلندا وبقية الدول خرج الجميع ليقول لدولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية بعتادها وعدتها :
كفى ،أوقفوا القصف واخرجوا من غزة ،فقناع الضحية قد سقط.