من المعروف بأن بنيامين نتنياهو خاض في غزة خمس حروب ،لم يحقق من خلالها هدفا واحدا من أهدافه. بدءا من حرب ٢٠٠٦ والتي أطلق عليها جيش الاحتلال “أمطار الصيف” وكان الهدف منها فك أسر الجندي “جلعاد شاليط” الذي اختطفته كتائب القسام في عملية نوعية. غير أن أمطار صيفهم تبخرت على رمال غزة ولم يُحرر شاليط.
إلا بعد أن مرّغت المقاومة الفلسطينية أنف الاحتلال لخمس سنوات من المفاوضات مقابل ١٠٢٧ أسير فلسطيني. وكان ما أرادت المقاومة. أما “رصاصهم المصبوب” عام ٢٠٠٨_٢٠٠٩ التي قامت بهدف وضع حد لصواريخ المقاومة فقد ابتلعته أرض غزة، ولم تتوقف الصورايخ.
و”عمود السحاب” ٢٠١٢ الذي كان هدفها القضاء على قدرات المقاومة الفلسطينية ،بددته شمس المقاومة قبل أن يحقق هدف سحقها. ثم جاء ٢٠١٤ وجاءت الحرب التي أطلق عليها جيش الاحتلال “الجرف الصامد” لنفس السبب وهو سحق القدرة الصاروخية للمقاومة لكنه لم يصمد فانهار وابتلعه بحر غزة.
وحرب ٢٠١٩ و٢٠٢١ كلها حروب دموية لم يحقق خلالها جيش الاحتلال سوى ارتكاب المجازر بحق البشر والحيوان والحجر. فسلسلة الحروب السابقة أضف إليها الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وإقامة الطقوس التلمودية، والمناداة بهدمه، وكل الانتهاكات والعنصرية أوصلت إلى ٧/أكتوبر المجيد وكانت من إفرازاتها التي لا كان لا بدّ منها.
وقد أذاقت ٧/أكتوبر وما بعدها جيش الاحتلال بل ودولته الويلات والخسائر وانقلاب الموازين التي كانت قبل ذلك ترجح لصالحها. فغزة كانت وستبقى الموت الأكيد لهم، لا ذلك النصر الذي يتفاخر به نتنياهو.
واليوم بهدف التغطية على خسارته في شمال القطاع نجده يخطط لدخول رفح بهدف القضاء على ألوية المقاومة الفلسطينية كما يزعم وكما يمليه عليه خياله وأحلامه، متجاهلا التحذيرات الدولية من نتائج الهجوم. لأنه في الحقيقة لن يحقق سوى المزيد من المجازر ،حيث يتواجد في رفح أكثر من مليون إنسان.
وقد صرح هذا النتن بأنه سيوفر ممرا آمنا للسكان المدنيين قبل البدء بعملية الهجوم.
وهنا ادعى مسؤول كبير في إدارة بايدن أن هناك انقساما متزايدا بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال خاصة بشأن مخطط الهجوم على رفح!!! غير أننا بتنا نشك أن الولايات المتحدة ودولة الاحتلال ليستا على خط ونهج واحد.
فالحرب اليوم باتت حبلى بسلسلة حروب، لكن السؤال بعد فشل الجيش في الشمال، هل ستصدق أقوال بنيامين نتنياهو في الدخول إلى رفح؟ وهل ستتمخض الولادة عن حرب صحيحة البدن أم أنها ستسقط حملها؟
وهل سيدخل نتنياهو بالفعل ويرتكب كارثة إنسانية، أم أن مجريات الأمور ستتغير وخاصة بعد الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له موسكو ،حيث جاء بتوقيت حساس كانت روسيا فيه قد أفشلت مشروع قرار امريكي مشروط بوقف الحرب مؤقتا في غزة؟