مساء ٢٥/نوفمبر/٨٧ نُفذت في شمال دولة الاحتلال عملية فدائية فلسطينية كانت من أنجح العمليات بعد أن أغلق العالم أبوابه كلها أمام فلسطين.
فقد نجح فدائي طيار في اجتياز منطقة الحزام الأمني اليهودي في جنوب لبنان بطائرة شراعية ذات محرك، وهبط في منطقة أصبع الجليل بالقرب من مستوطنة (كريات شمونة) بهدف اقتحام أحد معسكرات ( الناحل) التابعة لجيش الاحتلال (معسكر غيبور) حيث تمكن قبل استشهاده من قتل ضابطين وأربعة جنود يهود وجرح سبعة منهم.
وكانت (ياعيل ديان) ابنة موشيه ديان قد ادعت أن هدف العملية قتل نساء وأطفال مدنيين.
وعاشت المستوطنات اليهودية في الشمال ليلة من الرعب لن تمحى من الذاكرة وسط ذعر وهروب إلى الملاجئ. ويقول شمعون فايس في نهاية وصفه لما حدث( وإن أي طبيب نفساني مبتدئ يستطيع أن يوضح أن من الصعب تخليص الأفراد من رعب ليلة كهذه).
كما أوقعت هذه العملية سياسة الأمن اليهودي في مأزق كبير حتى أن آرييل شارون حيث أثبتت هذه العملية فشله الذريع ( أن من الواجب قطع يد القتلة) واليوم ٢٠٢٣ كررها بنيامين نتنياهو حينما قال سنقضي على حماس.
فما أشبه اليوم بالأمس. فالطائرة الشراعية التي استخدمها مجاهدو القسام في ٧/ اكتوبر ليست بالأمر الجديد ،فما حدث عام ٨٧ بطائرة شراعية عاد ليحدث في ٧/ اكتوبر بفارق أن فدائي ال٨٧ بذر بذوره وتركها لحين يوم حصاد فكان هذا الحصاد عملية طوفان الأقصى حيث استخدمت الشراعية إلى جانب بقية وسائل اقتحام غلاف غزة وهي طائرة بدون محرك تعتمد في تحليقها على التيارات الهوائية لأجنحتها في هدوء ونعومة مثل الطيور،طبعا بهدف صنع عنصر المفاجاة للعدو.
وما لن يمحى من الذاكرة العربية الحرة مشهد الطائرات الشراعية وهي تنقض كالنسور الجريئة على فرائسها ( المستوطنات). والذعر الذي حدث من هروب لقطعان المستوطنين في ٨٧ عاد ليحدث في ٢٠٢٣ عندما أصبحت مستوطنات الغلاف في قبضة المجاهدين.
وبهذا تكون العملية قد نجحت في إثبات الفشل الاستخباراتي لجيش الاحتلال بشرخ جدار الأمن الذي عمل عليه قادة الدولة منذ قيامها. فبعد تأسيسها عام ٤٨ أشرف بن جوريون رئيس وزراء دولة الاحتلال آنذاك على بلورة نظرية الأمن القومي المنبثقة من أطروحة ( جابوتنسكي) الأب الروحي لليمين اليهودي( أطروحة الجدار الحديدي) حيث يستند إلى بناء قوة عسكرية رادعة للحفاظ على أمن الدولة لكن عملية ٨٧ ضربت هذا الجدار واليوم نراه ينهار أمام طوفان الأقصى والذي سيكون بإذن الله بداية انهيار هذه الدولة.
وعلى نتنياهو ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية وبقية دول الشيطان أن تفهم ان لا بقاء لدولة سرقت ما هو ليس ملكا لها.