بالرغم من كم ونوعية السلاح الذي يتدفق إلى دولة الاحتلال من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها ،مضافا إليه ما تقوم الدولة نفسها بتصنيعه وتفاخر به ،إلا أن مشكلة عدم إحراز أي انتصار أو تحقيق هدف لا تكمن بهذا الكم وذاك النوع إنما الحقيقة تكمن بعقيدة من يستخدم هذا السلاح.
إن من الأسباب التي تدفع جنود الاحتلال لدخول حرب كالتي تدور رحاها اليوم ٢٠٢٣_٢٠٢٤ في غزة ،تمسكه بالحياة. يتخبط وهو متحصن داخل طائرة يقصف ويدمر بها من الجو أو من داخل دبابة أو بناية.
حيث إن ما يقوم به لا يسمى قتالا فالقتال يحتاج إلى جرأة ومواجهة وهو لا يمتلك هذه المميزات بالرغم من أنه مدجج بالأسلحة وواقيات الرصاص. ويبقى الميدان يشكل فوبيا بالنسبة له لأن من يقف له في هذا الميدان مقاوم مدجج بعقيدة ،يقاتل من أجل دين وأرض وعرض.
كما أن الحروب المتكررة على غزة جعلت من ذلك الصغير الذي فقد عائلته مقاوما احتقن كرهه لهذا العدو القاتل ولم ينسى.
فأمام المقاوم وإرادته الفولاذية ينهار الشاذ المحتل، أمام إقدام المقاوم على الموت دون خوف نجد هذا الجبان يرتعد.
كيف لا وغزة هي الجبهة الأولى التي انطلق منها الفدائي الفلسطيني لتحرير فلسطين مطلع الخمسينات من القرن العشرين؟ وليس غريبا أن نجد جنود الاحتلال خلال الحرب على غزة يعانون حالات نفسية، يعانون من الاكتئاب ،الكوابيس نوبات القلق والذعر المفاجئة ،حالات من الهلع والانتحار بإضرام النار في أنفسهم.
كما تعدى الأمر إلى قتل الجندي لزميله ورفض الذهاب إلى غزة للمشاركة في المواجهة.
وقد أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت أن قسم التأهيل في جيش الاحتلال أطلق برنامجا لمساعدة الجنود الذين يعانون من الاضطرابات النفسية بسبب الحرب على غزة.
ومن الطبيعي أن يعاني أكثرهم من صدمات نفسية وكوابيس من هول ما ارتكبت أيديهم ،من رؤية جثث زملائهم الذين قتلوا بنيران المقاومة. والأهم شراسة المقاومة التي تسببت لهم بالصدمات والاضطرابات التي رافقتهم حتى بعد خروجهم من غزة.
وحسب تقارير عبرية فالمستشفيات تحقن الجنود المصدومين بمواد مخدرة ليتمكنوا من النوم. وتبقى غزة هي المقلقة وهي الرعب لدولة الاحتلال.