ولد كنفاني في مدينة عكا يوم 9/ابريل/1948 وولدت معه أخته الثورة الفلسطينية الكبرى من نفس الرحم الخصب. وهبته قوتها وإخلاصها لفلسطين. بقيت الثورة وأجبر هو على المغادرة عام 1948 إلى دمشق. عشق الرسم والموسيقى أما الكتابة فقد عشقته حتى أغرم بها. حتى المرض عشق جسده فقاومه حين اغرق نفسه بأنسولين القضية.
ماذا أضاف غسان كنفاني للادب؟ لم يكن أدب كنفاني مجموعة من المحبطين على سفينة جبرا ولا مقاوم منفرد وجد الحل السريع في قصص سميرة ،أدب غسان تجاوز الواقع حين مثل رؤى مختلفة حمل دلالات واسعة لا على مستوى الرواية الفلسطينية بل تجاوزها إلى العربية. اهتم غسان كنفاني بالتجريب الفني واستفاد من الرواية الغربية لتطوير أدواته الفنية فأضاف الكثير إلى فن الرواية الفلسطينية والعربية معا وهذه التجربة كانت أصيلة بقدر إخلاصه لفلسطين. انحاز غسان في كتاباته للكادحين عندما استطاع رؤية قضية فلسطين من وجهة نظرهم فكتب عنهم بقدر اقتناعه بأنهم حملوا السلاح وثاروا على واقعهم فواجهوا الموت من أجل فلسطين قبل غيرهم من أبناء الطبقات المخملية. كما ركز في أدبه القصصي والمسرحي والروائي على الفعل الجماعي وان هذا الفعل لن تأتي ثماره من غير المجابهة ولا طريق إلى فلسطين دون اصطدام. غادر غسان وترك لنا حصيلة كبيرة مقارنة بعدد سنوات عمره القصيرة اربع روايات مكتملة وثلاثة غير مكتملة كما ترك أربع مجموعات قصصية قصيرة وأربع مسرحيات ودراسات ومقالات أدبية عديدة.
.لم يستطع المرض اغتياله لكن أياد أخرى ملطخة بالدم اغتالته في صباح لا يشبه غيره فقد سجل في التاريخ تاريخا يضاف إلى تاريخ الخائنين.
اغتالوه 8/يوليه/1972 وقد ظنوا بأنهم اغتالوا القضية فيه وما علموا بأن ألف غسان انتفض من تحت رماد خيانتهم.