تخطى للمحتوى

الحرب على غزة_حرب غير متكافئة

Published: at ٠٤:٠٧ م

إن الحروب التي خاضتها دولة الاحتلال ابتداءً من الانتفاضة الأولى عام ١٩٨٧ لا تصنف من ضمن الحروب التقليدية فهي لا تشبه من حيث الشكل والطبيعة الحروب التي خاضتها في ٤٨ وما تلاها من حروب كالعدوان الثلاثي ٥٦ على مصر ولا حرب الأيام الستة ٦٧ ولا حرب ٦٨ ولا حتى حرب أكتوبر ٧٣.

فحرب الانتفاضة ٨٧ وما تلاها عام ٢٠٠٠ الانتفاضة الثانية والتي لم تتوقف فعليا إلا عام ٢٠٠٥ ثم حروبها الستة على غزة ابتداء من عام ٢٠٠٨ وانتهاء بحربها الأخيرة ٢٠٢٣ كانت مختلفة في شكلها وطبيعتها فهي ليست بين دول وبالتالي ليست بين جيشين.

فالدولة التي تشارك هي دولة الاحتلال والجيش هو جيشها وقد يشاركهم جنود من جيوش أخرى مثلما يحصل اليوم في غزة حيث يشارك جنود أمريكان وفرنسيين ومرتزقة من شتى أصقاع الأرض وفي الطرف المقابل المقاومة الفلسطينية بفصائلها.

ومن هنا لو نظرنا إلى طرق الحرب ووسائلها لوجدناها مختلفة عن الحروب الأخرى فالقوة غير متساوية ولا متكافئة لا من حيث عدد المشاركين ولا في نوعية وكمية الأسلحة المستخدمة. كما سنجد أن هناك هناك مساس بالمدنيين ومساكنهم والمستشفيات وغيرها من المؤسسات والبنى التحتية التي لا يحصل المساس بها في أي حرب متكافئة.

واليوم في حربها على غزة نجد دولة الاحتلال كجيش بكامل معداته وأسلحته المتطورة مقابل حركة حماس بذراعها العسكري وفصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى بأسلحتها المتواضعة. بهدف معلن لدولة الاحتلال وهو القضاء على حماس. لكننا نجدها تفرض العقوبات الجماعية التي ترتكب بحق المدنيين وتعوض عن عجز جيشها في تحقيق أهدافها بارتكاب المجازر دون التفريق بين بشر أو حجر أو حيوان.

كما انها حرب ليس من السهل إنهاؤها، بل ان دولة الاحتلال لا تريد إنهاء هذه الحرب بل وخرقت القوانين التي تسمى بالدولية ولم تحترم قوانين حقوق الإنسان بارتكابها ما لم يرتكب في أي حرب أخرى. كما أن تدخل بعض القوى الدولية في مثل هذه الحروب كما تدخلت أمريكا وغيرها.

وكون دولة الاحتلال الوحيدة التي لم تعلن إلى يومنا هذا حدودا رسمية لها ،فإن قضية اليهود لم تنتهي كونها تتعلق بأهداف توسعية وتحقيق الدولة الكبيرة التي يحلمون بها والخالية من أي عرق آخر غير اليهودي لذلك فإن حروبها لن تنتهي وستبقى تصارع على البقاء حتى وهي تلتقط أنفاسها الأخيرة.

وأخيرا وبما أنها حرب غير متكافئة،هنالك سؤال يطرح نفسه..هل استخدام قوة عسكرية أكبر في قطاع ضيق ومكتظ وإبادة سكانه جلب الانتصار لدولة الاحتلال وهل حققت أهدافها؟

ما يحدث في غزة أجاب، وكانت الإجابة” لا” فبالرغم من كل الفظاعات التي ارتكبتها إلا أنها لم تحقق أهدافها ولم تنتصر فهذه طائرة إف ١٦ لم تهزم المقاوم الفلسطيني ولا الميركافا استطاعت الصمود أمام مسافة صفرهم.