دولة الاحتلال الدولة الوحيدة التي قامت على أشلاء شعب آخر بفضل قرار من الأمم المتحدة. ومن المعلوم أن هذه الدولة منذ قيامها خاضت عدة حروب بدءا من حرب ٤٨ وانتهاءا بحربها على غزة ٢٠٢٣.
من الطبيعي لدولة قامت بوعد بريطاني لشعب غير مرتبط، تم تجميعه من الشتات بذريعة المحرقة “الهولوكوست” المزعومة،الورقة الرابحة بيد اليهود ورقم الستة مليون الذي تم وضع قانون خاص له عام ١٩٩٠أطلق عليه جيسو وينص على المعاقبة بالحبس لمدة سنة واحدة مع توقيع غرامة مالية كبيرة لكل من ينكر وقوع المحرقة النازية لليهود (الهولوكوست) باعتبارها تندرج ضمن الجرائم المرتبكة ضد الإنسانية”
أن لا تحظى بالاستقرار لأنه وحسب المثل الذي يقول لا يضيع حق وراءه مطالب. والحق هو فلسطين أما المطالب فهو الشعب الفلسطيني. وبالتالي فإن هذه الدولة ستظل متورطة بمصادمات عسكرية وعمليات فدائية داخل الأرض التي ادعت ملكيتها وحتى خارجها وفي جميع أنحاء العالم واقصد هنا تلك العمليات التي نفذها فدائيون خارج فلسطين من أجل أن يثبتوا لليهود والعالم الذي اعترف بوجودها بان الفلسطيني موجود لم ينسى أرضه ومستمر بالثأر حتى ذلك اليوم الذي سيسترد الارض.
وعودا إلى تورطها بعدة حروب بعضها بدافع البقاء مثل حرب ٤٨ وبعضها استفزازيا بدافع التوسع مثل ٥٦ و ٦٧ ثم حروبها في لبنان بحجة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية وسلامة الجليل وأهداف أخرى مثل الاستيلاء على مياه نهر الليطاني التي تحتاجها الدولة بشدة وغيرها من الأهداف التي لا تخفى على البعض.ثم حربها على الفلسطينيين أثناء الانتفاضة الأولى والثانية وأخيرا سلسلة حروبها على غزة بحجة التخلص من حماس التي تقلق راحتها بصواريخها التي تطلقها من حين لآخر تأديبا لدولة الاحتلال الفاشية التي لا تشبع من الدم الفلسطيني ثم الاستيلاء على غزة وخيرات بحرها وأرضها بالإضافة إلى أهداف أخرى.
وانتهاء في حربها على غزة ٢٠٢٣..والسؤال الذي يطرح، هل قصرت هذه الحروب عمر دولة الاحتلال؟
الإجابة من وجهة نظري الخاصة هي نعم. لكن كيف؟ الإجابة سأضعها في نقاط ساذكر من خلالها الخسائر المتتالية لهذه الدولة.
أولا: الخسائر الاقتصادية ..لقد تكبدت دولة الاحتلال خسائر اقتصادية في كافة القطاعات حيث خسرت مليارات الدولارات بالإضافة إلى عجز في الميزانية.
ثانيا: الخسائر العسكرية سواء على المستوى البشري( الجنود والضباط) والآليات.
ثالثا: الخسائر السياسية بما فيها الانقسامات بين المعسكرات.
رابعا:المشاكل الأمنية. خامسا: اختلال الميزان الديمغرافي بسبب الهجرات العكسية.
سادسا: وهو الأهم الرأي العام الدولي حيث يعتبر من العناصر الرئيسية بالنسبة لدولة الاحتلال ،فهذه الدولة لم تكن لتقم كما ذكرت في مقالات سابقة أنه لولا الانتداب البريطاني أعقاب الحرب العالمية الأولى ما قامت ولا حصلت على الدعم الأمريكي أعقاب الحرب العالمية الثانية ولا حتى حصلت على التعويضات من ألمانيا الغربية ولم تكن ستحصل أيضا على الأسلحة من فرنسا وبريطانيا.
فحدوث تغير في الرأي العام الدولي كالذي يحدث اليوم في حربها على غزة لن يتيح لها الدعم الذي ذكرته وستواجه وضعا نفسيا وسياسيا واقتصاديا وعسكريا أصعب من أن تتحمله وهذا سيؤدي إلى تقصير عمرها. وهذا ما نتمناه. ودولة الاحتلال في هذه الأيام برئيس وزارءها مشغولة بإطفاء حرائقها التي أشعلتها بأيديها.