يعتبر السياق الديني ملمحا ثابتا في حروب دولة الاحتلال. وليس أدل على ذلك مما كتبه أوفير وينتر قائد لواء جفعاتي في جيش الاحتلال إلى جنوده أثناء الحرب على غزة عام ٢٠١٤ حيث كتب لهم أن ( التاريخ اختارنا لقيادة القتال ضد العدو الغزاوي الإرهابي الذي يشتم ويكفر ويلعن إله القوات الإسرائيلية).
وذكر وينتر في أعقاب ذلك ما يدعونه ب ( صلاة شيماع) وهي كما يزعمون صلاة يهودية يقسم فيها المصلي يمين الولاء للإله الواحد ( اله إسرائيل) تتلى هذه الخرافات التي كتبها الحاخامات في القرن السادس قبل الميلاد من قبل الأرثوذكس والمحافظين حيث يعتبرونها أهم جزء من الصلاة اليهودية.
نستنتج من رسالة وينتر إلى جنوده أن الحرب هي أولا وقبل كل شيء قضية دينية. والباحث في تركيبة جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية التي تتولى الحروب سيجد بأنها تركيبة ممتزجة بالتدين التراثي. والمطلع على أيديولوجية معظم الكتائب والسرايا في ألوية المشاة المختارة مثل جفعاتي وجولاني يجد أنها تتبع التيار الديني.
جفعاتي وجولاني يشاركان حاليا في الحرب على غزة ٢٠٢٣ بقيادة نتنياهو اليميني المتطرف والذي يعتبر فلسطين إرثا إلهيا ضمنه الرب لشعبه المختار. والمتابع لخطابات نتنياهو منذ بداية هذه الحرب سيجد أنها تحتوي على فقرات من العهد القديم والتوراة المحرفة بهدف إكساب الحرب الطابع الديني آملا في تحفيز المجتمع الديني في دولة الاحتلال على المشاركة في الحرب ضد حماس.
ومن الأدلة على الأدلجة الدينية للجيش ما حصل أثناء هبة مخيم جنين لمساندة إخوانهم في غزة عندما قام أحد جنود الاحتلال باعتلاء منبر أحد مساجد جنين حيث أدى الصلاة المزعومة( شيماع) ( صلاة اسمع يا اسرائيل) وقد أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي زعيم حزب القوة اليهودية اليميني المتطرف بإقامة جنوده صلاة يهودية بمسجد في جنين.
وبهذا يكون ما يسمى بالدين اليهودي قد تورط في السياسة