تخطى للمحتوى

افتحوا لنا الطريق إلى صفد

Published: at ٠٨:٥٥ م

مجزرة عين الزيتون

لا يخفى على أحد أن ديفيد بن غوريون كان العقل المدبر لعمليات التطهير العرقي في فلسطين. وهو يهودي ولد عام 1886 في بلونسك في بولندا وكانت وقتئذ جزءا من روسيا القيصرية. جاء إلى فلسطين عام 1906 وكان صهيونيا متحمسا. حينما بدأت عمليات التطهير كان يبلغ من العمر ستين عاما.

في مبنى يقع في تل الربيع أطلق عليه البيت الأحمر اجتمع بن غوريون في تاريخ 10/آذار/1948 مع أحد عشر رجلا من قادة صهيونيين قدامى وضباط عسكريين لوضع اللمسات الأخيرة على خطة أطلق عليها دالت بهدف تطهير فلسطين عرقيا لقلب الميزان الديموغرافي لصالح اليهود من أجل التمهيد لإقامة دولتهم.

كانت قرية عين الزيتون من ضمن الخطة وأطلق عليها مَطْأطي وتعني مِكنسة.

تقع القرية شمال صفد ولا تبعد عنها سوى ميلا واحدا وكان الهدف من تلك العملية إضعاف معنويات العرب في صفد تمهيدا لاحتلالها.

موقع هذه القرية الاستراتيجي جعل منها هدفا مثاليا للاحتلال ناهيك عن أنها كانت مشتهاة من قبل المستوطنين المحليين الذين اضطربت علاقاتهم بالفلسطينيين مع اقتراب نهاية الانتداب البريطاني.

وقد نفذ المجزرة وحدة النخبة البالماخ التابعة للهاجاناه بقيادة موشيه كالمان.

دخلت قوات كالمان القرية في ساعات الظهر بعد أن تعرضت للقصف فجرا بمدافع الهاون يتبعه وابل منتظم من القنابل اليدوية حيث خرج الشيوخ والأطفال والنساء وعدد قليل من الشباب بعد مقاومة ضعيفة بسبب عدم وجود السلاح وسيقوا إلى ساحة القرية. ولأن معسكرات اعتقال الأسرى لم تكن لتستوعب العدد الكبير من الأسرى الفلسطينيين فقد لجأت إلى المذبحة حيث قامت عصابة البالماخ بتقييد أيدي الرجال ثم قتلهم بعد رميهم بالرصاص كما وارتكبت عمليات القتل الجماعي كما باقي المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ثم أمروهم بالفرار إلى أطراف القرية مع إطلاق النار فوق رؤوسهم بعد أن تم تجريدهم من جميع أمتعتهم قبل نفيهم عن موطنهم. قامت عصابة البالماخ بعد ذلك بتدمير القرية وحرق البيوت.

وتذكر المصادر الصهيونية بأن عدد القتلى وصل إلى سبعين قتيلا.

وهكذا طويت صفحة عين الزيتون في سجلات العدو بعد أن فتحت لهم الطريق إلى صفد لكنها بقيت حاضرة تتشبث بها ذاكرة عرفت طريقها ،فمن الأجداد إلى الأحفاد إلى أن تتحقق العودة.